السبت، 11 ديسمبر 2010

إنزع شوك الكبر بملقاط التواضع



بقلم الأستاذ/ فؤاد الهجرسي

الكبر عقبة كئود فى طريق خدمة الناس و التذلل لهم بإنفاذ حاجاتهم ، و لذا أخرج الإمام أحمد من خبر عبد الله بن حنظلة أن عبد الله بن سلام رضى الله عنه مر فى السوق و عليه حزمة من حطب . فقيل له : أليس الله أعفاك من هذا ...! قال : بلى ، و لكنى أردت أن أدفع به الكبر ، و سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر ) رواه مسلم و غيره . و هذا علي بن الحسين كان إذا تصدق فى العلن قبل السائل و ناوله ، و إذا تصدق في السر خفى خبره عن الناس حتى كشف أمره من أثر القيق الذى كان على ظهره يحمله بالليل للمساكين ... " من كتاب الزهد لابن حنبل " . و من تواضعهم أن الرجل منهم يصحبه تلميذه ليخدمه فيعكس الأدوار ، قال مجاهد : ( صحبت ان عمر و أنا أريد أن أخدمه فكان يخدمني ) ... البداية و النهاية . و من تواضعهم أنهم تراحموا من أنهم تواضعوا .... و تواضعوا لأنهم تدبروا .... و لما تدبروا .... قدم أحدهم عصارة تدبره فقال : ( تواضع .... فإن التراب كما ذل لأخمص القدم صار طهورا للوجه ) ..... كتاب اللطائف . أنت صاحب همة عالية و عزيمة ماضية تأبى معها أن تخدش سلعتك أو تصبح معيبة ، فيزهد فيها المشترى و يردها . بل أنت تنشد فيها التمام و الكمال ، لتستوفي الأجر عند تسوية الحساب . و مثلك يجد ضالته فى مثل قول جعفر الصادق : ( لا يتم المعروف إلا بثلاثة : تعجيله .... و تصغيره ..... و ستره ) .




ليست هناك تعليقات: